بقلم/ محمود عبد الله سلامة
المحامي بالاستئناف
في وقتٍ كهذا، وفي خضم معركةٍ حامية الوطيس، ليست بين رجلين، وإنما بين هرمٍ وطغيان، بين حقٍ وظلم بان، بين سمو وهوان، بين إخلاصٍ وخذلان.
في وقتٍ تدور فيه رحى الحرب على المحاماة، وأنتم تقفون في شموخ أهرامات مصر، وجلال نيلها المقدس، تمسكون بسيفٍ لم يثقله العمر في يدكم، ولم يتفلت منكم رغم زلقة الدماء، الآن وأنتم تهدرون بصوتكم بينما يرغي ويزبد المرجفون، وكأن صوتكم الرعد يسبح بحمد الله الحق، لا يخشى في الحق لومةَ لائمٍ ولا يهتز لباطلٍ ولا يتزحزح لعواصف الشر.
الآن ورغم النار والشرار ومحاولات خراب الدار، وصراخ الأشرار. الآن وجميعُ الشرفاء يدعون للمناصرة والمؤازرة، ويزودون عنكم بالغالي والنفيس، وفداكم أغلى الغوالي وأخص الخصاصة والروح والمال. الآن وقد اصطف المحبون يدافعون عن المحاماة فيكم، ويدافعون عنكم في المحاماة، وهي التي أعطتكم أغلى المتمنى والمأمول وأعطتنا إياكم بعد عطش سنوات القحط والاستلاب.
الآن في خضم التطاحن والتدافع والسقوط والقيام والطعن والغدر والمؤامرات وتوزيع الأنصباء ممن يملك على من لا يستحق.
الآن أهديكم رسالة حبٍ، نعم رسالة حبٍ.
سيعجب الأخلاء، ويرجف المرجفون، وقد يستنعم كلماتي من ينتظرون مني كلمةً هادرة كهدير صوت صدري المشحون بالغضب. ولكن عذرًا، ألم تكن المحبة وقودنا في معركتنا ضد الطغيان، ألم نجتمع جميعًا على محبتكم، ألم تقابلوا محبتنا بمحبةٍ أكبر، وأهديتمونا إسماحكم دون شرط، وعفوتم عنا دون دفاع، وغفرتم لنا دون عقاب، بل وقربتمونا لمقامكم العالي لنقاتل بجانبكم كتفًا بكتفٍ رغم الفارق بيننا وبينكم، فأنتم السماء ونحن الأرض.
ألم تفعلوا الحب صافيًا مطلقًا ربانيًا نبويًا، وكنتم فينا ومعنا من المحسنين، ألم تعلمونا فضيلة التسامح، وتزرعوا في قلوبنا شيم العفو، وعلمتمونا ما جهلنا، وصقلتم ما علمنا، وأهديتمونا أحب العمر بعد ما فات منه ما فات، وأوصيتمونا بأن نظل على العهد مهما سقط منا نفر أو غاب منا نبض!
إنه الحب المطلق من قيودٍ صنعناها، والمتفتح ليشمل البشر والشجر والحجر، إنه الحب في الله.
نعم صدق من قال:
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل.. فما اختاره مضنىً به وله عقلُ.
ولكنه لما قيل في حب الرجال أخوة متحابين في الله، وهو الذي قال عنه مولانا المصطفى صلوات ربي جل وعلا عليه وآله الأطهار إذ قال صدقًا: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله… رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه.
كنتُ قبل لقائكم كاليتيم في عالم الروح، حتى تلقفتموني بقسوتي وحدتي وغضبي، بسمتكم كانت سكينة قلبي وراحة روحي، وسماحتكم كانت بلسمًا لكياني ووجودي، فسكناتكم هداية، ونظراتكم إرشاد، وكلماتكم حكمة، وحلمك علم، وعلمكم حلم.
كنت كذلك حتى أراد لي الله الخير، فأراد بي الفقه تلميذًا، أنهل من بحر علومكم، تحمل مكتبتي شرف فلذات فكركم، استفتحتها برسالة المحاماة، حتى تمت بفضل الله لتكون مكتبةً أملكها وتملكني تتفرد بمؤلفاتكم، ولكن لا يعدل ذلك كله ساعة في حضرتكم، أنا والأحباب من المقاتلين في سبيل الحق من أبنائكم الروحيين الذين سبقوني للميدان وأتيت والدم يزف من وجوه مقاومتهم وقد تركت المعارك التي لم أشاركهم فيها في قلوبهم الندوب وفي أرواحهم العلامات. هم الأحبة والصحب الحقيقي، وهم القادة أصحاب الرؤى، وهم الأبناء في غير عقوقٍ. بكم اجتمعنا في الله، وعليكم مجمعون للحق.
ألم يكن اجتماعنا جميعًا بكم ولكم بشخصكم وصفتكم!!
فما اجتمعنا إلا بالحب، وأنتم لستم المحبوب، بل أنتم المحبة ذاتها.
فمن أخير منكم وقد آمنا بأنه قد ولي أمرنا الأخير! ومن أفضل منكم ولم ينافسكم على شرف إنقاذنا ذي ذكر، ومن أطهر منكم وأنتم مع الله في فيوضه! ومن أنبل منكم ومذ توليتم أمرنا ونحن أولى منكم عندكم فتركتم كل غالٍ لتفرغوا لنا، وجلستم مجلس الحق، وعقدتم العزم على نصرته، وراقبتم الله في الحركة والسكون والكلام والسكوت.
ومن أعف منكم وما جئتم لولاية أمرنا إلا مدعوين! وقد كنتم عزفتم عن ولاية أي أمرٍ غير أهليكم وأصحاب الحقوق لديكم! فعندما استغنيتم عن الطلب طُلِبْتُم، وما كنتم طالبين إلا لآمال التغيير والعودة لعظيم العهود وكريم الوجود. تنشدون لنا لغةَ السادة، وإعادة الريادة، والكرم والرفادة، آملين لنا الرفعة وحسن السمعة، فهل يكون ذلك غير محبةٍ!
تاريخكم مشرف، ومبادئكم ثابتةٍ كجذور الجبال، وذمتكم طاهرة، وعلمكم فياض، وحكمتكم سباقة، ووطنيتكم لا غبار عليها. فقد خدمتم الوطن قاضيًا عسكريًا ونلتم شرف الخدمة الوطنية الجليلة، وكان ذلك كفلكم من الدم الطاهر، وعدتم لبيتكم المقدس محاميًا تؤدي رسالةً لا مهنةً، وأهديتم لزملائكم من كافة الأجيال ثمرةَ علمكم فيها، وعرضتم لشأننا، وخضتم المعارك من أجلنا، حتى إذا أذن الله وشرفنا بكم وبنقابتكم لنا لم تبرد نار حماستكم، ففعلتم ما لا يستطيع الشباب فعله، ولا يجرؤ الكبار على التصدي له.
تعملون في جو فاسد، بين أعداء مغرضين وآخرين متربصين ومدعين محبةٍ اجتمعوا على نحر عنق المحاماة وهدم أركان النقابة، وأنتم وحدكم تشيدون وتعيدون بناء الهدم، وتعمرون الخراب الذي استشرى صدوعًا في جدار الرسالة لا المبنى والأموال وحسب.
الآن أدرك الذين كانوا يشاهدون غير فاعلين أنه قد آن وقت البناء، فقد رأوكم لا تعبئون بمن معكم بقدر ما تعبئون بما عليكم فعله، فمن شاء فليدخل في تشكيل جيش الحق، ومن أبى فلا يلومن إلا نفسه وليظل بعيدًا غير مأسوفٍ عليه.
لقد بدأ الرجال في الانتفاض، وقد هب كل منهم من مهجعه، وقد حمل كل منهم سيفه، قائلين بأنهم جنود الحق لا يخشون فيه لومة لائم، يعرفون شرف القتال إلى جانبكم، يحملون سيوف العدالة بيدٍ وبالأخرى سوسنات المحبة يلقونها في وجوه الأعداء قبل السيف.
إنها المحبة يا فضيلة الفقيه، المحبة هي محور كل شيء، محبتكم التي لا نجد أمامها غير أن نطلقها من قلوبنا ناحيتكم على إطلاقها.
فبالحب نحيا، وبالحب نبني، وبالحب نتبع سبيلكم، وبالحب نكون.
الحبُ هو كل شيء، والذي لولاه ما التقينا، وما كنا لنعبأ بحال نقابتنا ورسالتنا المقدسة.
هذه رسالتي إليكم، وكلمتي لمسامعكم، محمولة على بساطٍ من البساطة، ناعمٌ كقلبي، مخلصٌ كروحي.
وأعاهدكم أمام الله أنني في سبيلي بجواركم ما دمت على الحق باقين، وأن صدري ليلقف عنكم طالما في الله عاملين، وصوتي وجولي وصولي في حضرتكم ما دمتم ثابتين. أبقاكم الله على الحق، واستعملكم في عمل الطيبات والخير، وثبتكم على عقيدة الإخلاص لنا وللناس وللوطن.
فهذه محبتي.. وهذا عهدي.. داعيًا كل المخلصين أن يكونوا على ما أنا عليه في الله لا في غيره.
والسلام وئام وليس محض ختام.
محمود عبد الله سلامة
المحامي بالاستئناف
في وقتٍ كهذا، وفي خضم معركةٍ حامية الوطيس، ليست بين رجلين، وإنما بين هرمٍ وطغيان، بين حقٍ وظلم بان، بين سمو وهوان، بين إخلاصٍ وخذلان.
في وقتٍ تدور فيه رحى الحرب على المحاماة، وأنتم تقفون في شموخ أهرامات مصر، وجلال نيلها المقدس، تمسكون بسيفٍ لم يثقله العمر في يدكم، ولم يتفلت منكم رغم زلقة الدماء، الآن وأنتم تهدرون بصوتكم بينما يرغي ويزبد المرجفون، وكأن صوتكم الرعد يسبح بحمد الله الحق، لا يخشى في الحق لومةَ لائمٍ ولا يهتز لباطلٍ ولا يتزحزح لعواصف الشر.
الآن ورغم النار والشرار ومحاولات خراب الدار، وصراخ الأشرار. الآن وجميعُ الشرفاء يدعون للمناصرة والمؤازرة، ويزودون عنكم بالغالي والنفيس، وفداكم أغلى الغوالي وأخص الخصاصة والروح والمال. الآن وقد اصطف المحبون يدافعون عن المحاماة فيكم، ويدافعون عنكم في المحاماة، وهي التي أعطتكم أغلى المتمنى والمأمول وأعطتنا إياكم بعد عطش سنوات القحط والاستلاب.
الآن في خضم التطاحن والتدافع والسقوط والقيام والطعن والغدر والمؤامرات وتوزيع الأنصباء ممن يملك على من لا يستحق.
الآن أهديكم رسالة حبٍ، نعم رسالة حبٍ.
سيعجب الأخلاء، ويرجف المرجفون، وقد يستنعم كلماتي من ينتظرون مني كلمةً هادرة كهدير صوت صدري المشحون بالغضب. ولكن عذرًا، ألم تكن المحبة وقودنا في معركتنا ضد الطغيان، ألم نجتمع جميعًا على محبتكم، ألم تقابلوا محبتنا بمحبةٍ أكبر، وأهديتمونا إسماحكم دون شرط، وعفوتم عنا دون دفاع، وغفرتم لنا دون عقاب، بل وقربتمونا لمقامكم العالي لنقاتل بجانبكم كتفًا بكتفٍ رغم الفارق بيننا وبينكم، فأنتم السماء ونحن الأرض.
ألم تفعلوا الحب صافيًا مطلقًا ربانيًا نبويًا، وكنتم فينا ومعنا من المحسنين، ألم تعلمونا فضيلة التسامح، وتزرعوا في قلوبنا شيم العفو، وعلمتمونا ما جهلنا، وصقلتم ما علمنا، وأهديتمونا أحب العمر بعد ما فات منه ما فات، وأوصيتمونا بأن نظل على العهد مهما سقط منا نفر أو غاب منا نبض!
إنه الحب المطلق من قيودٍ صنعناها، والمتفتح ليشمل البشر والشجر والحجر، إنه الحب في الله.
نعم صدق من قال:
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل.. فما اختاره مضنىً به وله عقلُ.
ولكنه لما قيل في حب الرجال أخوة متحابين في الله، وهو الذي قال عنه مولانا المصطفى صلوات ربي جل وعلا عليه وآله الأطهار إذ قال صدقًا: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله… رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه.
كنتُ قبل لقائكم كاليتيم في عالم الروح، حتى تلقفتموني بقسوتي وحدتي وغضبي، بسمتكم كانت سكينة قلبي وراحة روحي، وسماحتكم كانت بلسمًا لكياني ووجودي، فسكناتكم هداية، ونظراتكم إرشاد، وكلماتكم حكمة، وحلمك علم، وعلمكم حلم.
كنت كذلك حتى أراد لي الله الخير، فأراد بي الفقه تلميذًا، أنهل من بحر علومكم، تحمل مكتبتي شرف فلذات فكركم، استفتحتها برسالة المحاماة، حتى تمت بفضل الله لتكون مكتبةً أملكها وتملكني تتفرد بمؤلفاتكم، ولكن لا يعدل ذلك كله ساعة في حضرتكم، أنا والأحباب من المقاتلين في سبيل الحق من أبنائكم الروحيين الذين سبقوني للميدان وأتيت والدم يزف من وجوه مقاومتهم وقد تركت المعارك التي لم أشاركهم فيها في قلوبهم الندوب وفي أرواحهم العلامات. هم الأحبة والصحب الحقيقي، وهم القادة أصحاب الرؤى، وهم الأبناء في غير عقوقٍ. بكم اجتمعنا في الله، وعليكم مجمعون للحق.
ألم يكن اجتماعنا جميعًا بكم ولكم بشخصكم وصفتكم!!
فما اجتمعنا إلا بالحب، وأنتم لستم المحبوب، بل أنتم المحبة ذاتها.
فمن أخير منكم وقد آمنا بأنه قد ولي أمرنا الأخير! ومن أفضل منكم ولم ينافسكم على شرف إنقاذنا ذي ذكر، ومن أطهر منكم وأنتم مع الله في فيوضه! ومن أنبل منكم ومذ توليتم أمرنا ونحن أولى منكم عندكم فتركتم كل غالٍ لتفرغوا لنا، وجلستم مجلس الحق، وعقدتم العزم على نصرته، وراقبتم الله في الحركة والسكون والكلام والسكوت.
ومن أعف منكم وما جئتم لولاية أمرنا إلا مدعوين! وقد كنتم عزفتم عن ولاية أي أمرٍ غير أهليكم وأصحاب الحقوق لديكم! فعندما استغنيتم عن الطلب طُلِبْتُم، وما كنتم طالبين إلا لآمال التغيير والعودة لعظيم العهود وكريم الوجود. تنشدون لنا لغةَ السادة، وإعادة الريادة، والكرم والرفادة، آملين لنا الرفعة وحسن السمعة، فهل يكون ذلك غير محبةٍ!
تاريخكم مشرف، ومبادئكم ثابتةٍ كجذور الجبال، وذمتكم طاهرة، وعلمكم فياض، وحكمتكم سباقة، ووطنيتكم لا غبار عليها. فقد خدمتم الوطن قاضيًا عسكريًا ونلتم شرف الخدمة الوطنية الجليلة، وكان ذلك كفلكم من الدم الطاهر، وعدتم لبيتكم المقدس محاميًا تؤدي رسالةً لا مهنةً، وأهديتم لزملائكم من كافة الأجيال ثمرةَ علمكم فيها، وعرضتم لشأننا، وخضتم المعارك من أجلنا، حتى إذا أذن الله وشرفنا بكم وبنقابتكم لنا لم تبرد نار حماستكم، ففعلتم ما لا يستطيع الشباب فعله، ولا يجرؤ الكبار على التصدي له.
تعملون في جو فاسد، بين أعداء مغرضين وآخرين متربصين ومدعين محبةٍ اجتمعوا على نحر عنق المحاماة وهدم أركان النقابة، وأنتم وحدكم تشيدون وتعيدون بناء الهدم، وتعمرون الخراب الذي استشرى صدوعًا في جدار الرسالة لا المبنى والأموال وحسب.
الآن أدرك الذين كانوا يشاهدون غير فاعلين أنه قد آن وقت البناء، فقد رأوكم لا تعبئون بمن معكم بقدر ما تعبئون بما عليكم فعله، فمن شاء فليدخل في تشكيل جيش الحق، ومن أبى فلا يلومن إلا نفسه وليظل بعيدًا غير مأسوفٍ عليه.
لقد بدأ الرجال في الانتفاض، وقد هب كل منهم من مهجعه، وقد حمل كل منهم سيفه، قائلين بأنهم جنود الحق لا يخشون فيه لومة لائم، يعرفون شرف القتال إلى جانبكم، يحملون سيوف العدالة بيدٍ وبالأخرى سوسنات المحبة يلقونها في وجوه الأعداء قبل السيف.
إنها المحبة يا فضيلة الفقيه، المحبة هي محور كل شيء، محبتكم التي لا نجد أمامها غير أن نطلقها من قلوبنا ناحيتكم على إطلاقها.
فبالحب نحيا، وبالحب نبني، وبالحب نتبع سبيلكم، وبالحب نكون.
الحبُ هو كل شيء، والذي لولاه ما التقينا، وما كنا لنعبأ بحال نقابتنا ورسالتنا المقدسة.
هذه رسالتي إليكم، وكلمتي لمسامعكم، محمولة على بساطٍ من البساطة، ناعمٌ كقلبي، مخلصٌ كروحي.
وأعاهدكم أمام الله أنني في سبيلي بجواركم ما دمت على الحق باقين، وأن صدري ليلقف عنكم طالما في الله عاملين، وصوتي وجولي وصولي في حضرتكم ما دمتم ثابتين. أبقاكم الله على الحق، واستعملكم في عمل الطيبات والخير، وثبتكم على عقيدة الإخلاص لنا وللناس وللوطن.
فهذه محبتي.. وهذا عهدي.. داعيًا كل المخلصين أن يكونوا على ما أنا عليه في الله لا في غيره.
والسلام وئام وليس محض ختام.
محمود عبد الله سلامة
المحامي بالاستئناف
المنشور رسالة حب إلى هرم المحاماة العربية والمصرية ظهر لأول مرة نقابة المحامين المصرية.